تري المخطئ والمذنب هل تمنحهم الثقة ؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تري المخطئ والمذنب بكل درجات الذنب هل فعليا
وعلميا لا يجوز ان تمنحهم الثقة علي اموالنا
او اولادنا او اهلنا ؟
انا لا اتكلم عن الشعارات والمثاليات والتشدق
الذي يمارسه من لم يفتن او يخطئ او يذنب
ذنوبا ربما كبيرة لان المثاليين في العادة اناس تافهين
لكني اتكلم من يملكون عقول تفكر بعيدا بطرق مختلفة ،
وربما اخاطب من اخطؤوا وتابوا ..
او الذين اخطؤوا وباتوا غير قادرين علي ترك الذنب
والمعصية رغم معرفتهم بانه فعل مشين
طبعا انا لا اتكلم عن اولئك المجاهرين بالمعصية
الذين لا يؤنبهم لا ضمير ..ولا عقل ولا تؤلمهم قلوبهم
عند كل عودة لذنب ما
هل المخطئين هؤلاء اناس غير مؤتمنين فعليا ؟
غير صالحين وتعتبرونهم بذرة شؤم وفساد ؟
اتذكر الان مقطع من اغنية مسلسل تقول : اكثر ناس عرفو الصح
هم اللي عملوا الغلط
ورايت امثلة متباينة مختلفة عن اناس مذنبين وذنوبهم
متراوحة بين الذنب الكبير والذنب الاكبر
ولكنهم انتجوا اولاد واسر مترابطة و انجزوا اعمالا قيمة
وربوا اطفال اصبح لهم شأن كبير فيما بعد ..
ولولا معرفتي الوثيقة بماضيهم لما صدقت
انهم استطاعوا فعل كل هذا
فهذا الرجل الذي لا يصلي غدا فيما بعد مسؤولا
امنيا متفوقا علي بنك مهم وتلك الابنة المتهورة
الطائشة كانت احن اخت علي اخوتها وتفوقت عن
اخوتها الرجال في تحمل المسؤولية
وتلك الزوجة الخائنة كانت لها اسرة يحسدها
عليها الجميع وانشأت اطفالا متفوقين متربيين ذو
اخلاق ملتزمين بالدين
ووو امثلة كثيرة صادفتها
جعلتني اعيد النظر و الحكم في ظواهر الناس
وباطنهم فالمتعبد الذي لا يفوت فرصة في الاداء
بفتاويه فاشل اسريا خائب في مجال عمله
المرأة العفيفة لم تستطع كسب محبة زوجها ولا تربية
اطفال تربية صالحة ولا قادرة ان تسيطر عليهم
طبعا انا لا اقارن ولا اعمم ولا اتدخل في علاقتهم مع ربهم
كما قد يفعل من يقرأ الان
ولكني اتساءل لماذا نحكم علي الناس بالظاهر ونتهمهم بعدم
الكفاءة والقدرة والامانة فقط لذنب اذنبوه وشهد عليهم ؟
لماذا نرتاح مباشرة للمتجلببة ومن يطلق اللحية
او لنكن اكثر دقة ونقل من لم يخطؤوا ولم يقعوا في
فتنة شئ ما ومن لم يعرف عنهم خطأ ما
ونراهم بمنظر الكامل المثالي المناسب ومن يؤتمنون ونري
الاخرين بالعكس ؟
أليسوا هؤلاء معرضين ايضا للخطأ في اي وقت ؟
وقد يخطئ شخص ما ولكن هذا لا يجعلني ان اتهمه انه
غير كفؤ و اتهمه بانه فاسد
وسيبقي فاسدا طوال حياته فقط لانه اقترف ذنبا ما !
في لحظة ما نحم لا نعرف ظروفها ولا اسبابها
هذه النظرة التي تميز بها العرب كانت السبب في
اختلال توازنات كثيرةفي المجتمع فالناس عندنا
يتدخلون بعلاقتك مع ربك ويتدخلون في اخطائك
ثم يحكمون عليك بالفساد لما تبقي كن عمرك،بعضهم
يمارس الخطأ ويعير اخاه به
واخر عاش كل حياته بعيد عن الفتن وايضا يعير من وقع
في فتنة ويسبه ويتجنبه في الكلام او الصحبة او النسب
الازدواجية في التفكير في المنطق وفي الحكم والثقة المبالغ
فيها في النفس ..مع انها نفس قد تأمرك بالسوء في اضعف
لحظاتك التي لم تتعرض لها لحد الان
اعيدوا التفكير فقد نصبح لا قدر الله مخطئين ويظلمنا ظرف ما
في ايه لحظة وستجد امثالكم يحملون السوط فوق رؤوسكم
يتجنبوكم وتصبحون بذرة شؤم لا تصلح لشئ سوي للتهكم
وعلكة في مجالس المتشدقين والمتشدقات