يامن / يا رب أصبحو عندك فتقبلهم شهدٱٱء عليكم رحمة الله يا حبايب

يوما ما قال لي ذلك استاد ✍️
المنتديات/يوما ما قال لي ذلك استاد ✍️

يوما ما قال لي ذلك استاد ✍️

ثم نهض الأستاذ الكهل عن كرسيه وقال بصوت مرتفع بعض الشيء : أما الآن يا أبنائي وقد مرّ على النكبة سبعون عاماً ، وذاب معظم اللاجئين في هوية غيرهم وتقمصوا تراثهم ولغاتهم ولهجاتهم فمنهم من هاجر وراء البحار مطارداً حظهُ ومنهم من أسعفه كدهُ وإجتهاده في أن يصبح رئيس قسمٍ في أكبر الجامعات أو المستشفيات ومنهم من صار نائباً ويطالب بتغيير دستور دول الآخرين .. لقد تغير كل شيء على نحو لا يصدقه عقل .

نعم يا أبنائي ، حتى أبا خالد .. هل تعرفونه ! .. وأسهبَ دون أن ينتظر إجابة : نعم يا أحبابي حتى أبا خالد الذي كان يمتلك دكاناً صغيراً في زاوية المخيم بالقرب من مبنى لجنة التحسين ، أصبح الآن يمتلك مركزاً تجارياً كبيراً في العاصمة عمان ولا يتحدث إلا بلغة الدولار وقد تحتاج الى موعد مسبق كي تقول له مساء الخير .
لقد تغير كل شيء ، نعم يا أبنائي كل شيء ولم يعد مظهر اللاجيء الفلسطيني مبتذلاً ومثيراً للشفقة .. لقد تحول الحمار إلى سيارة وكرت المؤن إلى جواز سفر وتوالت الأيام والسنين وبلغ اللاجيء أشده وآتته التجارب حكماً وعلماً وأندثرت كل معالم اللجوء ولم يعد هناك من أثر حي على مأساتنا سوى ذلك العلم الأزرق المعلق فوق مختبر الحاسوب .. أليس كذلك يا أحبابي ! .. وتسائل الأستاذ بصوت متهدج حزين كأنه يتحدث مع ذاته : هل من أثر حي غير ذلك العلم الأزرق الذي لم نعد ندري أهو صديق أم عدو يدل على مأساتنا ؟
الطالب : عقدة النقص يا أستاذ ! .. لدى أبي سيارة وبيت من ثلاثة طوابق وسوبر ماركت ويتقاضى راتباً من مؤسسة الضمان الاجتماعي وأخي يدرس الطب في أكبر جامعات ألمانيا لكن دائما ما أسمعه يئن ويأخذ نفساً عميقاً يكاد يتفجر قلبه على أثره وتترقرق الدموع من مآقيه كلما سمع كلمة وطن ..

ثم قُرع جرس الحصة .

تنبية الادارة (0)
بواسطة / غير موجود
مشاهدات 170
في 2022-04-26 04:00:44


لا يوجد ردود على موضوع (يوما ما قال لي ذلك استاد ✍️)

الصفحة الرئيسية

  حقوق التصميم والنشر 2024©